بوابة عدن /عدن.
المعهد الأوروبي للسلام يرعى نقاشًا حول دور المرأة الجنوبية في العملية السياسية
شمشير: الحوار قيمة حضارية ومفتاح للتعايش والسلام في الجنوب
> نظّمت مجموعة جنوبيات من أجل السلام، صباح اليوم ورشة عمل نقاشية بعنوان “مشاركة المرأة في الحوار الجنوبي.. الفرص والتحديات”، وعقدت أعمال الورشة النقاشية وذلك برعاية المعهد الأوروبي للسلام بخورمكسر – وهدفت الورشة إلى إيجاد حلول تسهم في مواجهة التحديات، وتحديد الفرص المتاحة أمام المرأة لتعزيز حضورها في المشاركة السياسية.
في الجلسة الافتتاحية رحّبت الأستاذة رضية شمشير بالحاضرين، مشيدةً بالدور المتنامي للمرأة الجنوبية في صناعة السلام.
وقالت شمشير”إن اختيار عنوان الحلقة النقاشية لم يأت من فراغ بل للأهمية البالغة، التي تحتلها قضية المرأة الجنوبية بل لأهمية العملية السياسية تحديدًا بالاستناد إلى الحوار بين جميع الأطراف في العملية السياسية في الجنوب”.
وقالت:”الحوار سمة أخلاقية حضارية يفتح آفاقًا رحبة أمام المتحاورين للوصول إلى قواسم مشتركة عملية في فض النزاع أمام المتجاورين”.
وتابعت :”من أهم مبادئ الحوار الإيمان بإن الإنسان قادر على العمل وإعادة العمل، ومن أهم أسس الحوار، الإيمان بحقوق الإنسان – أينا كان- فالإنسانية الكاملة ليست حكرا على فئة”.
وأضافت:”ميزة الحوار أسس ومفاهيم تتقيد بالدرجة الأساسية على الأمل والسعي الدائم إلى مشاركة الآخرين في عملية تقوم في الأساس على مبادئ وقيم التسامح والتعايش السلمي والقبول بالآخر – مع طي صفحات العنف السياسي المؤلمة وفتح صفحة جديدة من التوافق والتعايش، والمحبة لمواجهة المخاطر والتحديات”.
وقدمت نبذة عن جنوبيات من أجل السلام من أجل السلام التي تأسست في كلٍّ محافظات الجنوبية وكان ولا تزال السباقة في السعي لتحقيق السلام وخلق شراكة مجتمعية مع كل الجهود الرامية إلى تعزيز مفاهيم السلام وفقًا للمبادئ والقيم الإنسانية.
وأشارت إلى أن المعهد الأوربي للسلام تبنى خلال منتصف العام 2024م مبادرة خرجت بمسودة أولية مارس الماضي تحت عنوان “منصة القوى الجنوبية”، ويتطلب ذلك من الحوار الوطني على مستوى الأصعدة وطنيًا وإقليميًا ودوليًا على أمل أن تتواصل هذه الجهود على طريق تحقيق الأهداف السامية للدولة الجنوبية.
كما قدم الأستاذ عبدالسلام مسعد، رئيس فريق الحوار الوطني الجنوبي، ورقة عمل أكد فيها أن الحوار الجنوبي يمثل مسارًا أخلاقيًا وحضاريًا، وفضاءً رحبًا لتقريب وجهات النظر وتجاوز آثار الماضي.
أوضح أن انطلاق عملية الحوار الوطني الجنوبي في منتصف عام 2021 جاء استجابةً لحاجة ملحة لتجاوز الحروب والعنف والتهميش، والبحث عن أرضية جديدة قائمة على الشراكة والوحدة الداخلية.
وأشار إلى أن الجنوبيين كانوا أمام خيارين: إما الاستمرار في العنف والانقسام. أو الانخراط في حوار واسع يفتح الطريق نحو الاستقرار وحماية الحقوق والحريات.
قال وقد شهد الحوار مشاركة واسعة من مختلف القوى السياسية والاجتماعية، وتخصيص لقاءات خاصة للمرأة والشباب، مما عكس رغبة وطنية صادقة في فتح صفحة جديدة من العلاقات السياسية.
وأضاف مسعد أن الحوار الوطني الجنوبي لم يكن مجرد لقاءات شكلية، بل ممارسة فعلية للسيادة، ورسالة واضحة بأن أبناء الجنوب قادرون على صياغة مستقبلهم بعيدًا عن التجاذبات الخارجية.
أكد مسعد أن المرأة الجنوبية لم تكن عنصرًا ثانويًا في هذا المسار، بل شريكًا فاعلًا حمل هموم المجتمع وخبراته، وطرحت رؤى عملية تتعلق بالعدالة الاجتماعية، والتعليم، والحقوق الأساسية، وضمان مشاركة الفئات المهمشة.
وبيّن أن حضور المرأة أعطى الحوار بعدًا إنسانيًا وحضاريًا، وأعاد صياغة الأسئلة الكبرى:أي جنوب نريد؟ وأي دولة نسعى لبنائها؟
وكيف يمكن أن تقوم الدولة القادمة على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص “.
وأشار إلى أن مشاركة المرأة أمامها فرص عديدة، منها: تزايد الإرادة السياسية لدعم مشاركتها. نمو الوعي المجتمعي بأهمية دورها. الدعم الممكن من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية.
مؤكدا بأن التحديات ما تزال جسيمة، أبرزها: الموروثات الثقافية التي تحد من حضورها وضعف التمكين المؤسسي والحاجة إلى تأهيل وبناء قدرات قيادية، في ظل الأوضاع الاقتصادية والأمنية الضاغطة.
واختتم مسعد بالتأكيد أن إشراك المرأة في الحوار وبناء السلام ليس ترفًا ولا مطلبًا حقوقيًا فحسب، بل ركيزة أساسية لنجاح أي مشروع وطني جنوبي.
وشدّد على ضرورة ترسيخ مبدأ الشراكة المتساوية، وتوسيع مشاركة النساء في صياغة مؤسسات الدولة الجنوبية المستقبلية، حتى تكون شريكة في صناعة التاريخ لا شاهدة عليه.
وشهدت الحلقة النقاشية مشاركة وفعالية واسعة من المشاركين والمشاركات الذين طرحوا العديد من التساؤلات والمقترحات، التي وعد فيها الأستاذ عبد السلام على رفع كل المقترحات والتساؤلات إلى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.
