بوابة عدن / كتابات
كل شارع في عدن يشهد،كل زاوية فيها دمعة،كل ركن فيه فقدٌ عزيز.
اليوم، حين أسمع من يصف عفاش بالزعيم، أشعر بأن قلبي يصرخ!
زعيم إيش؟ زعيم مَن؟
ههههه هل من سلّم الجنوب على طبقٍ من دم يُعدّ زعيمًا؟
هل من مزّقنا، وقسمنا، وقتلنا باسم السياسة،يسمّى زعيمًا؟!
كبرنا وقلوبنا مثقلة بالفقد.
تعرفوا إيش يعني أطفال حُرموا من طفولتهم؟
عاشوا وسط القهر والدمار؟
أطفال، كلّما ناموا على أسطح منازلهم، شاهدوا قذائف الهاون وهي تدمر البيوت القريبة منهم بدلاً من ان يشاهدوا النجوم
عن أي طفولة أحدثكم؟
للأسف سرقوا منا طفولتنا بكل بساطة، حتى أصدقائي اللي كنت ألعب معهم أمس، سرقتهم الحرب مني.
فقدت أعز أصدقائي ،فقدت ضحكتي ،فقدت نفسي.
وكنت دائمًا، كلما أشوف أطفال بلدان أخرى عايشين طفولتهم،اتسأل في داخلي:
ليش بس نحن؟ ليش؟؟
واليوم، أقولها لكل العالم وبكل وجع:
أنا من جيل الجنوب الجيل اللي كبر قبل أوانه.
الجيل الذي لم يعش طفولته مثل باقي أطفال العالم،لأن الحرب كانت أسرع من أحلامه،وأقسى من براءته.
أنا كبرت في ظل نظامٍ ظالم،نظام قاده عفاش،نظام سرق أصواتنا، خنق أحلامنا، نظام دفن طموحات أجيال كاملة تحت ركام التهميش والظلم
عفاش لم يكن زعيمًا… عفاش كان سارق
سارق كبير سرق منا الطفولة، والأمان، والوطن.