
أن اقدم المساعدة وأضمد جراح الآخرين، والشظايا في قلبي تزداد،
أن أصمد أمام كلماتك الجارحة وإهمالك وبي من البكاء ما يمزّق شريان قلبك.
أتعامل مع الناس رغمًا عن رغبتي الملحّة بالهروب والانعزال عن هذا العالم، أطبطب على الجميع وأضع كتفي للآخرين، وأنا هشٌّ محطّم تمامًا، ليستُ قادرًا على أن أضع يدي على قلبي؛ حتّى لا أشعر بوخزة قلبي ولا تتساقط قطرات مدامعي التي بالكاد استطعتُ حبسها، أغمضُ عينيّ بصعوبة؛ خوفًا من أن تسقط دمعه، وألتقط أنفاسيَ بصعوبة، وكأنّي على جبال شاهقة قلّ الأوكسجين فيها.
تتحرك شفاتي ببطء؛ لأواسي نفسي بكلمات ربّانية؛ حتّى تخفّف عنّي ثُقل الأيّام.
حقَّا أنت لا تعلم معنى أن أكون غارقة في حزني ومنغصات أيامي وأقف أمامك وكأنّ لا شيء بي، ولو مرّرت يديك على جسمي، لشعرت برجفة في جسمك، لم تشعر قطّ بتحشرج صوتِي عندما أبدأ بالكلام ورغم مقاومتي على عدم ظهورها إلّا أنّها تخدعني دائمًا، ولم تفحص عينيّ جيّدًا لترى لمعتهما المختبئة ورائه سحاب من الدموع، ورغم ذلك لم يخطر في بالك أن تسألني يومًا: ما سبب شحوبك الذي بدأ بالظهور؟
بل تواصل مسيرك كالعادة وأنا أواصل حياتي رغم ما أمرّ به من ثقل، ارتطم بي حتّى إن عدتُ إلى المنزل أسرعتُ إلى غرفتي؛ لأضع رأسي على وسادتي وأحاول الاختباء في لحافي وحين تسألني: لماذا نمتي دون أن تضعي لقمة في فمك؟
أخبرك بأنّي لا أجد شهيّة وأني متعبة من جهد اليوم، ولا أخبرك بما أشعر به، أصبحتُ منعزلة تمامًا مع من حولي ولا أشاركهم في شيء حتّى أصبح لا يراود تفكيرهم ما الذي جعلها بهذا الحال؟
وكل تفكيرهم بأنّها منشغلة بحياتها ومستقبلها فقط،
وإن فكرت بأن أخبرهم بذلك أو إن فكرت بالانهيار للحظة أو للتوقف لحظة، أتذكر مواستي لنفسي بعبارات ربانية، وأسمع صوتًا يهزّ كياني “إيّاكِ ثمّ إيّاكِ بأن تظهري انهيارك لأحد ما أو أن تخبري أحد بما يؤلمك؛ فنحن لا نملك صلاحية انهيارك”
” اصمدي بنفسك وقاومي مرارة أوجاعك وسيولد نور جديد يجعل ابتسامتك نورها”