بوابة عدن/ وكالات(AFP)
بحزن وغضب يتفقد سكان مدينة غزة اليوم السبت حجم الضرر الناجم عن المجزرة الإسرائيلية للإحتلال التي استهدفت -أثناء صلاة الفجر- مدرسة التابعين التي كانت تؤوي نازحين، وأمامهم حطام في كل مكان وجثث مغطاة بالدماء وأطفال تمزقت أجسادهم.
في طابق مدمّر تماما، تتناثر جثث مغطاة بالدماء وأشلاء بشرية على الأرض وينقل رجال جثثا مغطاة بملاءات ويستخدم آخرون هواتفهم للتنقل بين الأنقاض في حين يحاول البعض التقاط كتب متفحمة أو تالفة، بما فيها نسخ من المصحف.
أبو وسيم أحد السكان الذين وصلوا إلى موقع المجزرة فجرا، قال للفرنسية: “كما ترون، لا نعرف ماذا نقول. أناس آمنون، نساء وأطفال وشباب كانوا يؤدون صلاة الفجر ثم رأوا الصاروخ الأول يسقط عليهم”.
وأضاف: “الأطفال باتوا أشلاء، أطفال مقطعون، نساء احترقن. ماذا يمكننا أن نفعل؟”، وذلك بعد أكثر من 10 أشهر من الحرب والقصف المتواصل على قطاع غزة.
وتابع أبو وسيم: “من دون تحذير (…) لم ينج أحد من الأشخاص الذين كانوا داخل المسجد، وحتى الطابق الموجود فوقه، حيث كانت تنام نساء وأطفال”.
وقال رجل آخر لم يكشف اسمه: “تلقينا الخبر وأتينا لرؤية ما حدث، لا يمكن التعرف على الجثث، إنها أشلاء متناثرة”.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة اليوم السبت استشهاد 100 شخص وإصابة العشرات جرّاء المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدرسة التابعين بمدينة غزة، وذلك بعد يومين من استهداف مدرستين أخريين.
“وأوضح: “جثامين قطعت. جثامين تهالكت. جثامين بترت بشكل كامل. الطواقم تعجز عن تكوين جثة كاملة في هذا المكان”، مضيفا: “المشهد صعب جدا وهو مشهد مأسوي يذكّرنا بالحرب على غزة في أيامها الأولى”.
ونزح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل مع اشتداد القتال والقصف منذ بداية الحرب على القطاع، وفقا للأمم المتحدة.
ويشن الإحتلال منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرباً مدمرة على القطاع الفلسطيني خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل دولة الإحتلال إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.