بوابة عدن /السودان
جماعة محلية: «الميليشيات» تُكثف استخدام الطائرات المسيّرة في هجماتها على المدينة
أدّى هجوم شنته «قوات الدعم السريع»، الثلاثاء، بطائرة مسيّرة على سوق في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، (غرب السودان)، إلى مقتل وإصابة أكثر من 27 شخصاً.
وقالت «تنسيقية لجان المقاومة المحلية» في الفاشر، الأربعاء، إن طائرة مسيّرة تابعة لـ«الدعم السريع» استهدفت سوقاً محلية مكتظة بالمدنيين في المدينة، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 27 شخصاً.
وأضافت في بيان على موقع «فيسبوك» أن هذا الهجوم الذي وصفته بـ«الوحشي» يأتي ضمن سلسلة من المجازر المتكررة التي ظلّت ترتكبها «الميليشيات» يومياً في استهداف المدنيين.
ومنذ أيام، تواصل «قوات الدعم السريع» تقدمها في عدة محاور بالمدينة، وتُكثف من القصف المدفعي على الأحياء السكنية، واستخدام المسيّرات، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والإصابات، وسط المدنيين والمقاتلين بين الطرفين المتقاتلين.
حصار خانق
وكررت «تنسيقية لجان المقاومة»، وهي إحدى المجموعات المدنية التي توثق فظائع النزاع، مطالبتها للجيش السوداني والقوات المساندة له من القوة المشتركة، بالتحرك الفوري لفك الحصار الخانق الذي تفرضه «الدعم السريع» عن المدينة لقرابة العامين، وسط تدهور مريع للأوضاع الإنسانية.
وذكرت في البيان أن الفاشر تشهد منذ وقت باكر قصفاً مدفعياً مكثفاً على أحيائها السكنية.
وأظهرت مقاطع فيديو، نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، هجمات بالمسيّرات على مناطق متفرقة في مدينة الفاشر.
ولم يصدر تعليق من «قوات الدعم السريع» على الحادثة، لكن مصادر محلية قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «الدعم السريع»، كثَّفت من استخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية والاستراتيجية خلال الأيام الماضية في الهجمات على الفاشر، وأن الهجمات تطول بشكل عشوائي كل أنحاء المدينة.
وأفاد شهود عيان بأن القصف الجوي بالمسيّرات ازداد حدة في الآونة الأخيرة، مع ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين، ومحاولة الجيش التصدي لها.
هجمات منسقة
والثلاثاء، أعلنت «الفرقة السادسة مشاة في الجيش»، أن قواتها وفصائل متحالفة معها، صدّت هجمات منسقة شنّتها «ميليشيات الدعم السريع» على المحور الجنوبي الشرقي، مستخدمة قوات المشاة والمركبات القتالية، وتكبّدت القوات المهاجمة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري.
وأضافت، في بيان على موقع «فيسبوك»، أن «الأوضاع في المدينة تحت السيطرة الكاملة للجيش».
من جهة ثانية، أفادت مصادر محلية أخرى بأن «الدعم السريع» وسّعت من توغلها في الأيام الماضية في الأحياء الشرقية والجنوبية، بالإضافة إلى تقدمها في مناطق من «مخيم أبو شوك» للنازحين، المجاور للفاشر.
ومع استمرار القصف المدفعي والقتال العنيف في أطراف ووسط الفاشر، تتواصل موجات نزوح المواطنين إلى مناطق في محلية طويلة شمال الولاية، في حين تقول «قوات الدعم السريع» إنها توفر ممرات آمنة للفارين، وإعانتهم بالمواد الغذائية في طريق.
عشرات الهجمات
وفي السياق، قالت «الدعم السريع» في بيان على منصة «تلغرام»، إن قواتها تقدمت في المحور الجنوبي، وأحكمت السيطرة على وحدات سكنية تابعة للجيش، بالقرب من مقر «الفرقة السادسة»، ونشرت تعزيزات نوعية في المداخل والمحيط لتأمينها.
وتكثّف «قوات الدعم السريع» هجماتها بالمسيّرات والقصف المدفعي لاختراق الدفاعات حول المدينة، في الوقت نفسه تحرك قوات كبيرة على الأرض بهدف إسقاط القاعدة العسكرية الرئيسية الواقعة في وسط المدينة.
وصمدت حامية الجيش السوداني في الفاشر أمام العشرات من الهجمات التي شنّتها «الدعم السريع»، ومحاولات التسلل المستمرة على مدار الأشهر الماضية، وصدّت أكثر من 200 هجوم.
وتُعد الفاشر مركزاً استراتيجياً في شمال دارفور، وهي المنطقة الوحيدة في الإقليم التي لا تزال تحت سيطرة الجيش الذي يخوض معارك متواصلة منذ أكثر من عام لمنع سقوط المدينة الاستراتيجية في يد «قوات الدعم السريع»، التي تمكنت خلال الشهور الماضية من السيطرة على أحياء واسعة منها، وتشديد الحصار على مقر قيادة «الفرقة السادسة مشاة» التابعة للجيش
