بوابة عدن /السودان.
«أطباء السودان» تدعو المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف «الجرائم المروعة»
لقي أكثر من 75 شخصاً مصرعهم، فجر الجمعة، من جراء قصف نفذته طائرة مسيّرة تابعة لـ«قوات الدعم السريع»، على مسجد في حي الدرجة الأولى في الفاشر، كبرى مدن إقليم دارفور. وأفاد شهود عيان بأن جثامين الضحايا انتُشلت من تحت أنقاض المسجد الذي دُمّر بالكامل في أثناء صلاة الفجر.
وأكدت «شبكة أطباء السودان»، سقوط 43 قتيلاً على الأقل داخل المسجد، متهمة «قوات الدعم السريع» بتنفيذ الهجوم، ووصفت الحادث بأنه «جريمة حرب مكتملة الأركان ووصمة عار في جبين مرتكبيها»، فيما قالت مصادر محلية إن الجثث التي تم انتشالها أكثر من 75 جثماناً.
ودعت الشبكة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التدخل العاجل لوقف «الجرائم المروعة» وفتح ممرات إنسانية لإيصال الغذاء والدواء إلى المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام.
من جهتها، قالت «غرفة طوارئ» مخيم أبو شوك للنازحين، إن ما لا يقل عن 20 من سكان المخيم كانوا بين ضحايا القصف، بينهم شخصيات اجتماعية بارزة مثل العمدة آدم عبد الله شرف، والملك شريف ملك إدارة منطقة دار سويني.
ونددت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، بالأنباء التي ترددت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين في الفاشر ووصفتها بأنها «صادمة للغاية».
ولم يصدر تعليق من «قوات الدعم السريع» على الحادث، لكن صحيفة «سودان تربيون» نقلت عن مصادر ميدانية أن «قوات الدعم السريع» بدأت منذ أسبوعين تستخدم طائرات مسيّرة مزودة بعبوات قادرة على اختراق التحصينات، واستهدفت بها تحصينات ومواقع للجيش والجماعات المسلحة المتحالفة معه.
وجاء الهجوم الأخير، بعد يوم واحد من معارك دامية داخل مدينة الفاشر، تمكنت خلالها «قوات الدعم السريع» من الوصول إلى مقر قيادة القوة المشتركة في مبنى البعثة الأممية السابقة «يوناميد» شمال غربي المدينة، قبل أن تتراجع تحت ضربات الطيران المسيّر التابع للجيش.
وتبادل الطرفان مزاعم السيطرة على القاعدة العسكرية، ففيما بث قادة ميدانيون لـ «قوات الدعم السريع» مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، أكدوا فيها سيطرتهم على المنطقة العسكرية التي تتمركز فيها القوات وتوجد غرفة القيادة والتحكم والسيطرة التابعة للجيش، قالت «القوة المشتركة» المتحالفة مع الجيش، إنها حققت انتصاراً كبيراً على «قوات الدعم السريع».
وفي السياق ذاته، نددت «لجان مقاومة الفاشر»، وهي تنظيمات مدنية، بما سمته «ترك المدينة لمصيرها»، وقالت في بيان إن «الموت يطارد المدنيين في كل زاوية، بينما تكتفي السلطة المركزية وقيادات دارفور بالمؤتمرات والزيارات الخارجية».
وأكدت أن سكان الفاشر يقاتلون على جبهتين: ضد «قوات الدعم السريع» وضد «القادة الانتهازيين الذين تخلوا عن المدينة في لحظة الحقيقة». وأضافت اللجان أن الحصار على المدينة تسبب في مجاعة قتلت الأطفال والنساء والشيوخ داخل مراكز الإيواء.
وتُعد مدينة الفاشر مركزاً استراتيجياً في شمال دارفور، وهي المنطقة الوحيدة في الإقليم التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يخوض معارك متواصلة منذ أكثر من عام لمنع سقوط المدينة الاستراتيجية في يد «قوات الدعم السريع»، التي تمكنت خلال الشهور الماضية من السيطرة على أحياء واسعة من المدينة، وأيضاً تشديد الحصار على مقر قيادة «الفرقة السادسة مشاة» التابعة للجيش.
وقال مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن عدد القتلى المدنيين في السودان ارتفع كثيراً في النصف الأول من العام، في ظل تصاعد العنف على أساس عرقي. وقال لي فونج من مكتب المفوضية في السودان لصحافيين في جنيف: «نتلقى يومياً المزيد من التقارير عن أهوال على الأرض».
ووفقاً لتقرير جديد أصدره مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، قُتل ما لا يقل عن 3384 مدنياً بين يناير (كانون الثاني) ويونيو (حزيران)، معظمهم في دارفور.