بوابة عدن /متابعات.
في زمنٍ يُقاس فيه الحدث بمدى قابليته للترند، لم يعد مستغربًا أن يحظى حمارٌ في عدن بتغطية إعلامية واسعة، بينما تُغتال امرأة في تعز دون أن يُحرّك ذلك ساكنًا.
الحمار الذي أُعدم رمياً بالرصاص بعد أن عضّ أطفالًا، أثار موجة من التعليقات، ووصل خبره إلى قناة الجزيرة، بينما اغتيال إفتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة في تعز، مرّ بصمتٍ مخجل، دون تحقيق أو مساءلة.
ووسط هذا التجاهل، انشغل الإعلاميون التابعون لحزب الإصلاح في تغطية أخبار عيدروس الزبيدي والمجلس الانتقالي، وكأن اغتيال امرأة مسؤولة في تعز لا يستحق مساحة في خطابهم.
التركيز على التحالفات السياسية بات أهم من تسليط الضوء على الجرائم التي تطال المواطنين في تعز ومناطق سيطرة الحوثيين، التي تعاني من تهميش مزدوج: سياسي وإنساني.
والمؤلم أكثر أن هذا التجاهل لا يأتي فقط من الإعلام، بل من جمهورٍ بات يستهلك الحدث الساخر أكثر من المأساة الحقيقية. وكأننا نبحث عن مادة للضحك، لا عن معنى للعدالة. فهل أصبحنا نفضّل الترفيه على الإنصاف؟ وهل باتت حياة الإنسان أقل إثارة من صورة حمار في الشارع؟
بين ضجيج الحمار وصمت الأوادم، لا يبدو أن الصوت الأعلى هو صوت الحقيقة، بل صوت من ينجح في إلهائنا