بوابة عدن /غزة.
مقتل 30 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على القطاع
يصوّت مجلس الأمن الدولي مجدداً، اليوم (الخميس)، على مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصَر والمدمَّر، في اقتراح تؤيّده غالبية الدول الأعضاء التي تحاول التحرّك في مواجهة الحرب المستمرّة منذ 23 شهراً، رغم «الفيتو» الأميركي المتكرّر. ويأتي التصويت اليوم على وقع الهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، الذي أدى إلى مقتل 30 فلسطينياً.
توازياً، حذّر المدير العام لـ«منظمة الصحة العالمية»، تيدروس أدهانوم غبرييسوس، اليوم، من أن مستشفيات غزة التي تعاني أساساً من الضغط باتت «على حافة الانهيار»، جراء توسيع الهجوم البري الإسرائيلي في شمال القطاع، مطالباً بـ«وضع حد لهذه الظروف اللاإنسانية». وقال تيدروس في منشور على «إكس» إن «التوغل العسكري وأوامر الإخلاء في شمال غزة تؤدي إلى موجات جديدة من النزوح، تدفع بالعائلات التي تعاني في الأساس من الصدمة النفسية باتّجاه منطقة تتقلّص أكثر فأكثر لا تليق بالكرامة الإنسانية»، محذراً من أن «المستشفيات التي تعاني أساساً من الضغط، باتت على حافة الانهيار، في وقت يعرقل فيه تصاعد العنف الوصول، ويمنع (منظمة الصحة العالمية) من إيصال معدات حيوية».
ميدانياً، أعلنت مصادر طبية ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة، منذ فجر اليوم، إلى 30 قتيلاً. ووفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، «وصل إلى مستشفى الشفاء 20 شهيداً، وإلى مستشفى الأهلي العربي المعمداني شهيدان، وإلى مستشفى القدس شهيد، ومستشفى العودة أربعة شهداء، ومستشفى شهداء الأقصى شهيد». وذكرت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) أن «جيش الاحتلال يواصل القصف العنيف على مدينة غزة وسط شح في المعلومات بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت بفعل هجمات قوات الاحتلال».
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، اليوم، عن توسيع القتال، في إطار عملية «عربات جدعون 2»، مشيراً إلى «مهاجمة مخزن للوسائل القتالية كان يحتوي على عبوات ناسفة مخصصة للاستخدام ضد قوات جيش الدفاع».
وقال، في منشور عبر منصة «إكس»: «توسع قوات الفرقتين (162) و(98) أعمالها القتالية في مدينة غزة، في إطار عملية عربات (جدعون 2)؛ حيث تدمر بنى تحتية إرهابية، وتقضي على كثير من المخربين».
وأضاف: «أغارت قطعة جوية لسلاح الجو، أمس، على مخزن للوسائل القتالية تابع لحركة (حماس) الإرهابية في منطقة مدينة غزة؛ حيث تم تخزين عبوات ناسفة كانت مخصصة للاستخدام ضد قوات جيش الدفاع العاملة في المنطقة».
«وقف فوري لإطلاق النار»
وفي نهاية أغسطس (آب)، أطلق الأعضاء المنتخَبون مناقشات بشأن مشروع القرار، رداً على إعلان الأمم المتحدة رسمياً عن المجاعة في قطاع غزة.
وطالبت النسخة الأولى من النص بإزالة فورية لجميع العوائق أمام إدخال المساعدات. ولكن مصادر دبلوماسية أفادت بأنّ فرنسا والمملكة المتحدة أظهرتا تشكيكاً في جدوى قرار إنساني بحت صادر عن هيئة مصمَّمة للحفاظ على السلام والأمن العالميين، وهو ما يمكن للولايات المتحدة عرقلته بكل الأحوال.
بناءً عليه، يدعو مشروع القرار الذي اطلعت عليه «وكالة الصحافة الفرنسية»، والذي سيُطرح للتصويت بعد ظهر اليوم، إلى إنهاء القيود على دخول المساعدات الإنسانية، مطالباً في الوقت ذاته بـ«وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة»، إضافة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن.
ومن أصل 251 شخصاً اختُطفوا خلال هجوم غير مسبوق نفذته حركة «حماس» على إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لا يزال 47 محتجزين في غزة، من بينهم 25 قضوا، وفقاً للجيش الإسرائيلي.
وسبق للولايات المتحدة أن رفضت مشاريع قرارات مشابهة طُرحت للتصويت في مجلس الأمن، وكان آخرها في يونيو (حزيران) عندما استخدمت حق النقض لحماية حليفتها إسرائيل.
غضب وإحباط
ويُطرح سؤال عن جدوى خوض هذه المحاولة مجدداً، رغم أنّه من المرجّح أن تواجه مصير سابقاتها.
رداً على هذا التساؤل، قال دبلوماسي أوروبي إنّ «عدم القيام بشيء سيكون سهلاً بالنسبة إلى الأميركيين الذين لن يُضطرّوا إلى تبرير مواقفهم أمام 14 عضواً في المجلس (الأمن الدولي) وأمام الرأي العام العالمي»، رافضاً عدم فعل أي شيء لمجرّد الخوف من «الفيتو» الأميركي.
وأضاف الدبلوماسي، الذي رفض الكشف عن هويته، أنّ «هذا لا يساعد الفلسطينيين على الأرض كثيراً، ولكن على الأقل نستمر في إظهار أننا نحاول».
وكان «الفيتو» السابق أثار غضباً بين الأعضاء الـ14 الآخرين في مجلس الأمن، الذين يعربون بشكل متزايد عن إحباطهم إزاء الفشل في الضغط على إسرائيل لإنهاء محنة سكان قطاع غزة.
وتواجه الدولة العبرية ضغوطاً دولية لوقف الحرب التي اندلعت، في أعقاب هجوم حركة «حماس» على أراضيها، في السابع من أكتوبر 2023.
وأسفر الهجوم عن مقتل 1219 شخصاً على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد للوكالة استناداً إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وقُتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، في قطاع غزة، جراء الحملة العسكرية العنيفة التي باشرها الجيش الإسرائيلي، عقب الهجوم، وفق أرقام نشرتها حكومة «حماس»، وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
كذلك، نزحت الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، الذين حاصرتهم إسرائيل منذ بداية الحرب. ولم تصل المساعدات الإنسانية إلا بشكل محدود إلى القطاع، فيما خُفِف نسبياً منذ نهاية مايو (أيار) الحصار الذي شددته إسرائيل، في أوائل مارس (آذار) 2025.