بوابة عدن /متابعات
نداء إلى تأسيس مركز وطني لتوثيق جرائم الاحتلال منذ 1994: صونًا للذاكرة وسعيًا نحو العدالة
صالح شائف
لأن التاريخ لا يُكتب إلا بالوثائق: دعوة لإنشاء مركز وطني لتوثيق جرائم الاحتلال بحق الجنوب
بداية لا بد من التأكيد هنا على أن دعوتنا هذه ليست موجهة لجهة بعينها؛ بل موجهة لكل الجهات المعنية بأمر الرصد والتوثيق والحريصة على صيانة وحفظ كل ما له علاقة بمسيرة كفاح شعبنا الوطني خلال الفترة الماضية؛ وتحديدا منذ عام 1994؛ عندما تعرض الجنوب للغزو والإحتلال وبأسم الوحدة وشعارها.
كما أن دعوتنا لا تعني بأي حال من الأحوال التجاهل لكل ما قد تم على هذا السبيل وهو عظيم وكبير؛ ولا تنفي أو تتنكر لكل الجهود الوطنية المخلصة والرائعة التي ساهمت في توثيق جرائم الإحتلال التي أرتكبت وما زالت ترتكب حتى يومنا هذا بحق شعبنا؛ على تنوعها وتعددها وفي مختلف المجالات؛ وهي جهود يشكر عليها الجميع.
غير أن ما نعنيه هنا وندعو إليه هو إنشاء مركز وطني متخصص يجمع كل ما قد تم رصده وتوثيقه والتدقيق في محتوياته وتنقيته وإستكمال ما لم يتم رصده أو توثيقه؛ وتصنيف وتوصيف الجرائم المرتكبة وجعل ملفاتها جاهزة وحاضرة بعد التأكد من صدقها وصحتها زمانا ومكانا؛ حتى يأتي الوقت المناسب لتقديمها للجهات المختصة.
على أن يتم مواصلة البحث والرصد لكل أنواع الجرائم والإنتهاكات التي تمت بحق أبناء شعبنا؛ وبحق مؤسسات الدولة الجنوبية المختلفة منذ ذلك اليوم الأسود التي أجتاحت فيه جحافل الغزاة عاصمة الجنوب عدن في 7 يوليو من عام 94؛ وحتى يوم الناس هذا وهي عملية ينبغي أن تكون دائمة ومستمرة؛ حفاظا على ذاكرتنا الوطنية والتاريخية؛ وبهدف تحديد كل من أجرم بحق شعبنا وبأي صفة كانت وملاحقتهم قضائيا وتقديمهم لمؤسسات العدالة الوطنية والدولية.
وإذ نتقدم بمثل هذه الدعوة – المبادرة؛ فإنما ننطلق من قناعتنا بأهمية مثل هذا العمل الوطني الكبير وبكل أبعاده ودلالاته؛ ومن ثقتنا بتفاعل كل الجهات المعنية والمهتمة بصيانة حقوق وتضحيات ومظالم شعبنا؛ وما لحق به من مآسي وعذابات وآلام لا يمكن لأي ضمير وطني أو إنساني أن يقفز عليها؛ أو ينساها أو يتجاهلها؛ وهي تنتظر اليوم الذي سيتحقق فيه العدل والإنصاف وينال المجرمون جزائهم العادل.
ونترك التفاصيل وآلية الوصول إلى تأسيس مثل هذا المركز؛ للجهات المعنية على تعدد صفاتها ومسمياتها؛ وللمهتمين من أصحاب الشأن في نخب الجنوب المختلفة؛ وللقيادات والهيئات المختصة في مراكز الأبحاث والدراسات وحقوق الإنسان الجنوبية القائمة.