بوابة عدن /حضرموت.
صالح شائف
لم يعد لبيانات الشجب والإدانة من معنى؛ ولا للمنشادات على تنوع عناوين الجهات المرسلة لها من قيمة؛ بعد أن وصلت الأمور في تريم إلى ما وصلت إليه من قمع وقتل وحصار وإعتقالات وملاحقات لأبنائها؛ وهم الذين خرجوا في تظاهرات سلمية تطالب بتوفير الخدمات الضرورية لحياتهم؛ ورفع الظلم والحصار عنهم؛ وإيقاف العربدة التي تمارسها قوات المنطقة العسكرية الأولى منذ أن وطأت أقدام الغزاة تراب حضرموت الطاهرة وكل الجنوب عام ٩٤م؛
لقد أوصلت تريم الحضارة والتاريخ والثقافة والفنون؛ رسالتها المكتوبة بحبر الدم والدموع وبصوت التاريخ والضمير؛ موجهة لكل من يحملون الروح الوطنية الحقة التي آن الأوان لأن تنهض قوية وموحدة ومنظمة؛ وفاعلة على إمتداد خارطة الجنوب؛ وتستحث الكل للفعل المقاوم وبكل الطرق والوسائل المشروعة والمتاحة؛ دفاعا عن الحق والحقوق والتاريخ والهوية.
فلا سبيل للخلاص دون وضع حد لمحنة شعبنا ومعاناته التي فرضت عليه منذ عقود ثلاثة؛ بعد أن تمادت كثيرا قوى الشر والنفوذ والإرهاب؛ وبعد أن أفقدتهم أطماعهم ومصالحهم الخاصة البصر والبصيرة؛ ولم يعد لصوت الحق الجنوبي من آذان تسمعه؛ ولا أعين ترى الواقع والوقائع والمعطيات على الأرض؛ والتي تتزين وبكبرياء خارطة الجنوب براية الحرية والكرامة الوطنية الجنوبية