بوابة عدن /متابعات.
مرت بالأمس الذكرى الثانية لاستشهاد أحد أبرز القيادات الأمنية في الجنوب، العميد عبداللطيف السيد، الذي جسّد في حياته معاني البطولة والتضحية، ورفع راية الجنوب في وجه الإرهاب والظلم.
لم يكن السيد مجرد قائد عسكري، بل كان روحًا ثائرة، وعقلًا استراتيجيًا نيرًا، وجسدًا فدائيًا لم يهدأ ولم يكلّ في مواجهة التنظيمات الإرهابية، فضلًا عن الميليشيات الحوثية ومافيات الجريمة المنظمة التي استنزفت الوطن.
في ساحات أبين، خاض السيد معارك بطولية لا تنسى، كان صدى اسمه كالرعب الذي يخيم على قلوب أعداء الجنوب، كان مثال القائد الملهم الذي جمعت تحت رايته جموع الشباب الوطنيين ورجال القبائل الأبطال، ليشكلوا صفًا موحدًا لا ينكسر في وجه أعتى التهديدات.
لم تكن طريقه سالكة، فقد عاش تحت وطأة محاولات اغتيال متكررة وحشية، ففقد عينه لكنه لم يفقد إرادته، بل زادته إصابته قوة وإصرارًا، وكتب تاريخًا من الملاحم التي لم تتوقف.. من تفجير مخيم العزاء في جعار عام 2012، الذي راح ضحيته أكثر من أربعين شهيدًا من أسرته وأحبته، إلى الهجمات الانتحارية والكمائن التي لم تتوقف في عدن والمحفد وزنجبار وغيرها، كان السيد دائماً في الصفوف الأمامية، يقود معركته حتى الرمق الأخير.
وفي فجر 10 أغسطس 2023، وبينما يقود معركة “سيوف حوس” في إطار عملية “سهام الشرق” الحاسمة لتطهير أبين من براثن الإرهاب، استشهد الفارس برفقة نخبة من رفاقه الأوفياء، ليكتبوا سويًا فصلًا مجيدًا في تاريخ التحرر والبطولة.
لقد كان السيد تجسيدًا حيًا لقيم الثورة الجنوبية، رمزًا للحرية والعزة والكرامة، عاش في نضاله وعقيدته بين خيارين لا ثالث لهما: النصر أو الشهادة، ولم يفرّط في عهدٍ قطّ مع شعبه وبلده.
برحيله، فقد الجنوب قلب نابض بالعنفوان، ومشعل متوهج لا يخبو، لكنه زرع في الأرض حبّ المقاومة والثبات، وأشعل في النفوس نار الاستمرار حتى تحقيق حلم الدولة الجنوبية الحرة.
سيبقى إرث العميد عبداللطيف السيد درع الجنوب الحصين، ونبراسًا يضيء دروب أبنائه في مواجهة الظلم والاحتلال، ودافعًا لكل جنوبي أن ينهض ويشارك في الدفاع عن وطنه ومستقبله