بوابة عدن /متابعات
صالح شائف
لقد سبق لنا الدعوة مرارا وتكرارا لهذا الأمر ومنذ وقت مبكر؛ وفعل ذلك غيرنا أيضا؛ وشددنا التأكيد على أن الثقة المتبادلة بين مختلف القوى الوطنية والسياسية والإجتماعية الجنوبية؛ قد كانت وستبقى مطلبا ملحا وهدفا وطنيا وسياسيا وتاريخيا كذلك؛ بل وشرطا حاسما لوحدة وتماسك جبهة الجنوب الداخلية في هذه الظروف الإستثنائية الخطيرة والمعقدة وغير المسبوقة في تاريخ الجنوب.
والتي يواجه فيها شعبنا الجنوبي ومشروعه الوطني تحديات ومخاطر متعددة؛ وتنتظره إستحقاقات تاريخية كبرى؛ لن ينالها وكما يريدها أن تكون؛ وناضل وما زال يناضل وببسالة وتضحيات غالية من أجلها؛ دون وحدة موقف وإرادة وطنية حرة موحدة؛ تنتصر للجنوب ومستقبله أولا وأخيرا؛ دون شخصنة للمواقف أو تشكيك وعدم الثقة بالآخر.
فالمواقف الوطنية الحقة تجعل أصحابها يبتعدون عن ذواتهم وأنانيتهم ومصالحهم الخاصة؛ لأنهم يدركون بوعيهم وحسهم الوطني؛ من أن الجنوب ومصلحته العليا تتطلب منهم ذلك؛ وحين تتجسد مثل هذه المواقف في ساحة الفعل الوطني؛ وفي العلاقة القائمة على الثقة مع شركاء الحياة السياسية وفي مجمل العلاقات الوطنية؛ التي تجسد التناغم والشراكة والندية والمسؤولية المشتركة؛ فإن كل ذلك يشكل قاعدة مهمة لتعاظم القدرة على تجاوز التحديات والمخاطر.
وهنا بالضبط تتكامل الجهود وتتوفر الإمكانات والوسائل اللازمة حتى تتوالى المنجزات دون تعثر؛ وتترسخ المكاسب على مختلف جبهات وميادين العمل الوطني؛ وتتحصن معها جبهة الجنوب الداخلية وتصبح متينة وعصية على كل أشكال التدخلات والإختراقات؛ التي تضع الفتنة وتمزيق صفوف الجنوبيين على رأس وأهم أولويات كل القوى المعادية للجنوب.