بوابة عدن /غزة.
أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، الجمعة، أن الأمم المتحدة لديها نحو 6 آلاف شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية عالقة خارج غزة، في انتظار الحصول على الموافقة لدخول القطاع الذي يتضوّر سكانه جوعاً.
وقال لازاريني، في منشور على منصة «إكس»، «(الأونروا) لديها 6 آلاف شاحنة محمّلة بالمساعدات عالقة خارج غزة، وتنتظر الضوء الأخضر للدخول»، مشدداً على ضرورة إيصال المساعدات عبر الطرق البرية بدلاً من إسقاطها جوّاً.
وأوضح، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «إسقاط المساعدات جوّاً يُكلّف على الأقل مائة مرة أكثر من تكلفة الشاحنات»، مشيراً إلى أن الشاحنات «تنقل مساعدات بحجم يُعادل ضعفي الكمية التي تنقلها الطائرات».
وأضاف: «إذا توفرت الإرادة السياسية للسماح بإسقاط المساعدات جوّاً، رغم أنها مكلفة للغاية وغير كافية وغير فعالة، فمن المفترض أن تكون هناك إرادة سياسية مماثلة لفتح المعابر البرية»، من دون أن يذكر إسرائيل التي تُسيطر على مداخل غزة.
من جانبها، قالت حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، الجمعة، إن 11 شاحنة محملة بمستلزمات طبية أساسية دخلت إلى قطاع غزة.
وأضافت المسؤولة، عبر منصة «إكس»، أن الشاحنات التي تحمل أدوية أساسية ومستلزمات علاج الإصابات وفحص المياه، وصلت إلى مستودع المنظمة في دير البلح بوسط قطاع غزة.
وأكّدت المسؤولة أن الشحنة سيتم تسليمها بشكل عاجل للمرافق الصحية المكتظة بجميع أنحاء القطاع لضمان استمرار عملها.
فبعد 22 شهراً من حرب مدمرة اندلعت إثر هجوم شنّته حركة «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بات قطاع غزة مهدداً «بالمجاعة على نطاق واسع»، وفقاً للأمم المتحدة، ويعتمد كلياً على المساعدات الإنسانية التي تُنقل في شاحنات أو يتم إلقاؤها من الجو.
وبعد أن فرضت حصاراً شاملاً على القطاع مطلع مارس (آذار)، متسببة في نقص حادّ في الغذاء والدواء والحاجات الأساسية، سمحت إسرائيل في نهاية مايو (أيار) بدخول بعض المساعدات، لتقوم بتوزيعها «مؤسسة غزة الإنسانية» التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة، وترفض وكالات الإغاثة الدولية التعامل معها، لأنها تعدّها غير موثوقة.
ودخل إلى القطاع في الأيام الأخيرة ما بين 100 و200 شاحنة يومياً، حسب «كوغات» (مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية)، في حين ترى الأمم المتحدة أن الحاجة الفعلية هي 500 شاحنة يومياً على الأقل.
ومنذ 19 مايو (أيار)، وصلت 260 شاحنة فقط إلى وجهتها من أصل 2010 شاحنات أُرسلت إلى غزة، في حين اعتُرضت 1753 شاحنة، «إما من قبل مدنيين يعانون الجوع أو من قبل مجموعات مسلحة»، وفقاً لبيانات مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع.
وأشار لازاريني إلى أن «الأمم المتحدة كانت قادرة على إدخال ما بين 500 و600 شاحنة يومياً خلال فترة وقف إطلاق النار» مطلع العام، قبل أن يُعلن انتهاء هذه الفترة بقرار إسرائيلي في 18 مارس (آذار).
وأكّد أن تلك المساعدات «كانت تصل إلى جميع سكان غزة بأمان وكرامة، ومن دون أي انحراف عن وجهتها»، مشدداً على أن «أي بديل آخر عن الاستجابة المنسقة بقيادة الأمم المتحدة لم يُحقق نتائج مماثلة».
واختتم لازاريني قائلاً: «دعونا نَعُد إلى ما كان ينجح، واتركونا ننجز عملنا. هذا ما يحتاج إليه سكان غزة اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى جانب وقف دائم لإطلاق النار»