بوابة عدن /السودان.
«الدعم السريع» تتحدث عن «معارك حاسمة» في شمال كردفان
بث مقاطع مصوّرة توثق «الغنائم والأسرى» من الجيش السوداني
عاد التوتر الميداني إلى ولاية شمال كردفان، بعد شهور من الهدوء النسبي، حيث اندلعت مواجهات عنيفة أعلنت بعدها قوات«الدعم السريع» أنها سيطرت على مناطق جديدة غرب الولاية وشرقها.
وقالت، في بيانٍ صدر مساء الأربعاء، إنها تمكنت من السيطرة على منطقتيْ أم صميمة وأم سيالة الواقعتين شمال الولاية وغربها، وذلك بعد معارك وصفتها بـ«الحاسمة» ضد قوات الجيش السوداني ومجموعات متحالفة معه.
وأوضح البيان أن قوات «الدعم» استولت على «عشرات العربات القتالية المجهزة، وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر»، وأن عمليات «التمشيط والتوثيق لا تزال جارية».
كما بثّت «الدعم السريع» مقاطع مصوَّرة قالت إنها تُوثق ما وصفته بـ«الغنائم والأسرى»، ومقاطع أخرى لأعداد من القتلى المُلقاة جُثثهم على الأرض.
وفي المقابل، لم يَصدر تعليق رسمي من الجيش السوداني بشأن هذه التطورات، لكن شهود عيان أكدوا وقوع معارك برية عنيفة، بعد أن أطلقت وحدات من الجيش، بالإضافة إلى قوات «درع السودان» وكتائب «البراء بن مالك» الإسلامية، عملية كبيرة لمحاولة استعادة المناطق التي تسيطر عليها «الدعم السريع».
وتهدف العملية العسكرية، وفقاً لمصادر مطّلعة، إلى استعادة السيطرة على محليات جبرة الشيخ وبارا التي تخضع حالياً لسيطرة «الدعم السريع»، وربط القوات الحكومية المتمركزة في مدينة الأبيض بقوات أخرى في الخرطوم ووسط البلاد؛ تمهيداً للتحرك نحو غرب السودان، وفكّ الحصار عن مدينة الفاشر في إقليم دارفور.
وفي تطور لافت، ظهر أبو عاقلة كيكل، قائد قوات «درع السودان» المنشق عن «الدعم السريع»، في مقطع فيديو، صباح الخميس، مُحاطاً بجنوده، مؤكداً تمسكه بالبقاء في كردفان، رغم ما وصفه بـ«الخسارة المؤقتة»، قائلاً: «نحن في كردفان وسنموت فيها، وأي شيء في الحرب ممكن».
كان كيكل قد أعلن انشقاقه عن«الدعم السريع» في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، مُعلناً انضمامه للجيش، ولعب ذلك الانشقاق دوراً بارزاً في خسارة «الدعم» مناطق وسط السودان والعاصمة الخرطوم، في وقت سابق.
وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع تصاعد الخلاف السياسي، عقب إعلان قوات «الدعم السريع» تشكيل حكومة موازية في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، برئاسة قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بعد أن أعلنت الحكومة الانتقالية في بورتسودان، برئاسة كامل إدريس، تشكيل حكومة من 22 وزيراً.
وتشهد البلاد، منذ أبريل (نيسان) 2023، نزاعاً مفتوحاً بين الطرفين خلّف آلاف القتلى وملايين النازحين داخلياً وخارجياً، وسط تدهور واسع في الأوضاع الإنسانية، وانقسام سياسي متفاقم، وتعثر محاولات التفاوض ووقف إطلاق النار.
وتُعد ولاية شمال كردفان ذات أهمية استراتيجية للطرفين، إذ تربط بين دارفور والخرطوم، وتشكل معبراً حيوياً لنقل القوات والإمدادات.
وانفجر الصراع بين الجيش و«الدعم السريع» نتيجة خلافات بشأن دمج القوات شِبه العسكرية في الجيش النظامي، في إطار العملية الانتقالية التي تعطلت بعد انقلاب أكتوبر 2021.
ويتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال، حيث يتهم الجيش «الدعم السريع» بمحاولة الاستيلاء على الحكم، في حين تقول الأخيرة إن «عناصر النظام السابق داخل الجيش» هي مَن بادرت بالهجوم.